الأحد، 10 نوفمبر 2013

كلمة للمعلم


                                              

يعتبر الإنسان أكبر كنز واعظم ثروة وكل أمة أو وطن يحرص على إعطائه الأولولية في الرعاية وينبغي على المؤسسات التربوية أن تتعهد هذا الانسان منذ الصغر بالرعاية الكاملة من جميع النواحي ليكون إنساناً فاعلا ويصبح عطاؤه سخيا وخيرا لأمته ومجتمعه، والمعلم هو من يمكن أن يتحمل هذا العمل المهم لأنه من يضحي من أجل تحقيق الأمل الواعد والباسم لجيل الغد المأمول براحته ووقته ، قدوته في ذلك الرسل والانبياء عليهم السلام، الذين سبقوه ينشرون الهداية بين البشر ويقودونهم إلى طريق الإيمان ويعلمونهم الفضيلة ومكارم الاخلاق والمثل العيا ولاشك بأن المعلم يعد العمود الفقري للعملية التعليمية وذلك لما لدوره من اهمية في بناء الأمة وتربية الأجيال الواعدة فإننا مسؤولون جميعاً بتفهم دوره ورسالته وتأثيره العميق في كل ميدان من ميادين الحياة الانسانية ولأن رسالته عظيمة، ولأن أول كلمة في القرآن الكريم «إقرأ باسم ربك الذي خلق» فهذا دليل على قوة الارتباط بين هذا المخلوق المكرم والسماء، إنه ارتباط المعرفة بالإيمان في وقت كانت فيه الأمم الأخرى تعيش مرحلة ضياع تام وجهل مطبق ولأننا في بداية العام الدراسي فالتحية كل التحية لأخواتي المعلمات بهذه المناسبة والذي نتمنى جميعا ان يكون عام خير على جميع من يربي الأجيال التي سوف تنهض بهذه الأمة مع إضافة الكثير وبهمة وعزيمة لنحقق معها ما هو مرسوم من اهداف لبلادنا وبالذات في مجال التعليم وقد حققنا مكاسب لا بأس بها ولكننا نريد المزيد فنحن سائرون في الدرب الذي يؤدي بنا إلى استيعاب العلم والمعرفة والمعلمون كالمشاعل المضيئة في دورب حياة أمتنا وقد فاخر كل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأنهم معلمون، فهل من تكريم بعد هذا وقدسية لهذه المهنة النبيلة التي يحملها المعلمون، فعلينا جميعا أن نستوعب الدور المهم للمعلم نعم فبكم أيها المعلمون سنحول الجهل إلى قوة جبارة بالعقل والمنطق وأنتم من سيقضي على مخلفات الجهل والتعصب ولأن ثقافتنا تتفاعل بقدرة عالىة وتستوعب ثقافات العالم وحضاراته فكل ما كنا أكثر وعيا برسالتنا كانت الأرض أكثر صلابة تحت أقدامنا وسنكتب التاريخ بإيماننا العميق برسالتنا وقدرتنا على العطاء والتضحية وسنتغلب على التخلف الذي يعيق أمتنا وبكم سوف يرحل الظلام والجهل عن ارضنا الطاهرة ولا نريد للإنسان في بلادنا أن يكون رقما لاقيمة له وإنما نريده مؤمنا بدينة ووطنه وأن نكون جميعا أقوياء كقوة الصخور المتناثرة في وطننا الغالى وأن يكون عطاؤنا كعطاء سهول تهامة الخير وأنتم من سيخرج الشباب الذين سيحولو هذه الأرض إلى واحة خضراء نزرع فيها كل ما نحتاجه ومن تحت أيديكن فلنبلغ أهدافنا وبدون ضياع للوقت من أول أيام العام الدراسي الجديد فعليكن أن تحضوا بناتنا على الجد والمثابرة والتحصيل الجيد ليكون الحصاد في آخر العام يتناسب مع الزرع الذي زرعناه وأن يكون أفضل من الأعوام السابقة وكل هذه سيكون بجهودكن


المعلم يعيش بين عناء الوظيفة وشرف المهنة :
لذلك نقول ايتها المعلمة إن مهمتك عصيبة جداً ، ولكنك داعية إلى الله ، وحامل لواء المسلمين فلا يؤتى الإسلام من قبلك ، وهنيئاً لك ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله)
وكما تعلمون أن سياسة التعليم يجب أن تنبثق من الشريعة الإسلامية ، ويجب أن تكون لها أهداف وغايات عظمى لا يمكن أن تتحقق ( بعد توفيق الله ) إلا من خلال معلم ذي شخصية سوية في صفاتها وخصائصها ، في آمالها وتطلعاتها ، في مقاييسها وموازينها ، لم تمسخ فطرتها ، ولم تنحرف أفكارها .
فليكن إصلاحك لنفسك أيتها المربية قبل كل شيء ، فالحسن عند الطالبات ما فعلت ، والقبيح عندهن ما تركت ، وإن حسن سلوك المربية والمعلمة أفضل تربية لهن فيجب أن تكون رحبة الصدر محبة متسامحة فلا تنزعجين لأقل هفوة ، ولا تدققين على الأمور التافهة والبسيطة والصغيرة ، خصوصاً تلك التي تحصل من الطالبات لأول مرة ، إلا إذا مست الآخرين ، فذاك شأن آخر ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق